القواسم في رأي المؤرخين
قال ابن رزيق في كتابه الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين ص 416 مادحا القواسم لوقوفهم مع السيد سعيد بن سلطان في حربه ضد عمه قيس (وكان يومئذٍ القابض للسّد سالم بن سلطان ومعه من رجال جعلان بنو راسب والقواسم ، وبعض رجال من بني جابر أهل طيوي وبعض رجال من نخل أصحاب مالك بن سيف اليعربي وأما سعيد بن سلطان فهو يومئذ بحصن بركاء فلما اقترب قيس وقومه من السد بادره بنو راسب والقواسم بالحرب فوقعت الملحمة بينهم بالوادي المسمى العدي فقتل محمد بن ماجد أمير بني راسب وقتل أمير القواسم وما بقي من قومهما إلا القليل وذلك بعد أن أصدقوا الحرب وأعطوا السيوف حقوقها ، فلما قتلت القواسم وبنو راسب رجع سالم بن سلطان إلى مسقط) .
وقال أبو بشير محمد شيبة بن نور الدين عبد الله بن حميد السالمي في كتابه نهضة الأعيان بحرية عمان ص 18 ( امتاز القواسم في الخليج الفارسي بالصلابة والشجاعة وحب المغامرة ، فأقلقوا بريطانيا في ذلك الوقت أكثر مما أقلقتها أي منطقة أخرى في الخليج العربي ، يهاجمون كل سفينة تحمل العلم البريطاني ، سواء كانت للهنود ، أم للإنجليز فهم القوم تجل مناقبهم عن العد والإحصاء ولا يتعرض لها بالاستيفاء والاستقصاء جمعوا بين البأس والندى ، وقمعوا من اعتدى من العدى زاحمت أسطول شركة الهند البحرية وجيوش الإنجليز البرية ، ولم تكن أعمال قرصنة كما حسدهم الخصم فوصفهم بذلك ، وإنما كانت حربا دفاعية لإجلاء الإنجليز من السواحل العربية) .
وقال الشيخ سالم بن حمود السيابي في كتابه إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان ص 34 ( وناهيك بقواسم الجصة فقد كادوا يكونون حكومة مستقلة ، وتقع الجصة شرقي مسقط ، ولهم فيها آثار شاهدة على مجدهم ، ومنهم زعماء الشارقة ورأس الخيمة وتوابعهما) .
وقال أيضا الشيخ سالم بن حمود السيابي في كتابه إيضاح المعالم في تاريخ القواسم صقور البحر العماني ص 11 ـ 12 ( وأعلم لقد كنت عازما على وضع تاريخ القوم في جملة التاريخ العماني وأن أعطيه حقه كما هو اللازم لأن القواسم عمانيون رغم كل راغم ... إلى أن قال ثم رأيت بعد ذلك موافقته إحياء لمأثر الأمجاد العمانية ، فإن كل قبيلة بعمان ذات مجد وشرف هو شرف لعمان . فها أنا أقول اظهارا لأمجاد عمان مطلقا ، ولأمجاد القواسم خصيصا ) .
وقال عبد الله بن صالح المطوع في كتابه الجواهر واللآلئ في تاريخ عمان الشمالي ص 70 ناقلا عن السير آر . تي . ولسون ( فلقد لقي البرتغاليون منهم مزاحمة وتعبا شديدا ونالهم من شرارتهم وغاراتهم ما هو ليس بالقليل وقد امتدت غاراتهم إلى سواحل الهند والبحر الأحمر ) .
وقال الدكتور/حسين عبيد غانم غباش في كتابه عمان الديمقراطية الإسلامية ص 165 ( بلغ أسطول القواسم المرتبة الثانية في الخليج بعد أسطول مسقط ، وكان في نمو متزايد . وفي مطلع القرن التاسع عشر ضم هذا الأسطول 73 سفينة كبيرة الحمولة و 810 سفن صغيرة واستخدم ما يتراوح بين 18 و 25 ألف رجل ) .
وقال س . ب . مايلز في كتابه الخليج بلدانه وقبائله ص 236 ( قبيلة القواسم : قبيلة قوية تسكن مواني البحر على الساحل وفي رأس الخيمة وخور فكان ) .
وقال ميخين فيكتور ليونوفيتش في كتابه حلف القواسم وسياسة بريطانيا في الخليج العربي ص 183 ( وقد قال بيكنجهام عن القواسم إنهم يمتازون عن بقية القبائل بمهارتهم في أداء أعمالهم ، ونشاطهم ، ووفائهم بالعهود ، وهذا ما يجعل الكثيرين يفضلون التعامل معهم ، وسمعة القواسم تفوق سمعة أية قبيلة أخرى في الخليج العربي).
ويقول ميخين أيضا في نفس المصدر ص 185 ( وكان العديد منهم يتقنون استعمال السلاح جيدا كونهم ألفوه منذ نعومة أظفارهم ، كما ألفوا الأعمال الشاقة والخطيرة).
ويقول ميخين أيضا في المصدر ذاته في ص 185 ( تجدر الإشارة هنا إلى أن الغارات البحرية كانت تعكس جانبا هاما يمثل بحيوية القواسم العالية والشجاعة ، والبسالة التي لا حدود لها ، والتي كانت من صفاتهم وقد وصف ولستد القواسم بأنهم شعب يحب المغامرة ، وقد قال في ذلك : يجد المقاتل فيهم لذة كبيرة في إظهار بطولته ، وهو يستخف بالموت ويتحدى المخاطر ولهذا فإن بهجة الصراع والحصول على غنائم ثمينة مكافأة على الشجاعة والبسالة تعد بالنسبة للقاسمي من الإغراءات التي لا يمكن مقاومتها ) .
وقال ميخين أيضا في نفس الكتاب في ص 186 ( ويصف ولستد شجاعة القواسم في أحد مؤلفاته بالقول إن أعلى درجات الشجاعة يظهرها القواسم من أجل الصفات التي اطلقت عليهم ، فإذا ما وقعوا في الأسر فإنهم يستسلمون للمصير الذي يوقعونه بالآخرين ، وإذا ما وجه سؤال إلى من يقع منهم في الأسر عن المصير الذي يتوقعه لأجاب بجرأة متناهية : الموت السريع الذي كنا سننزله بكم لو أن مصيركم كان بأيدينا)
وقال ميخين أيضا في نفس الكتاب في ص 186 ( ويؤكد ج.فريزر على صفة الشجاعة التي يتحلى بها القواسم بقوله: إن روح الجرأة والشجاعة التي لا حدود لها ، التي يظهرها القواسم تلفت النظر بشكل كبير).
وقال ميخين أيضا في نفس المصدر في صفحة 20 ( ومن الأهداف المهمة لهذا البحث أيضا العمل على تحطيم أسطورة ما يسمى قرصنة القواسم ، أو القراصنة القواسم بصورة علمية وهي التسمية التي أدخلها الباحثون الإنجليز ظلما إلى تاريخ الخليج العربي ، واتخذتها بريطانيا ذريعة لغزو المنطقة ، ومن ثم استعباد القبائل العربية المقيمة فيها لعقود طويلة ) .
كتبه: خلفان بن علي القاسمي، بتاريخ 2014-10-28م